 |
| بقلم: محمد ولد الببان |
يعيش مركز مال الإداري حالة من التنافس السياسي السلبي بكل المواصفات. فمهما قيل عن ثوابت الديمقراطية وعمقها التاريخي وقدرتها علي الفاعلية والاستمرار. فإن ما نعيشه منها ليس فقط في مركزنا بل في جميع الترابي الوطني يمكن وصفه "بالديمقراطية العوراء" حيث يشتد الصراع بين مجموعات محلية ينطبق علي أغلبها المثل العربي القائل (إذا لم تعرف إلي أين أنت ذاهب لن تصل إلي أي مكان) ويمكن تصنيف هذه المجموعات بشكل مختصر علي النحو التالي:
1- مجموعة: زين ول أحمد الهادي المدير السابق للميزانية: وقد ظهرت هذه المجموعة في أواخر حكم ولد الطايع ومن أبرز قياداتها بعد ولد أحمد الهادي عمدة مال السابق سيد أعمر ول سيدن.
أهم مواصفات هذه المجموعة هي الوقوف بشكل دائم إلي جانب الحزب الحاكم علي الرغم من كل شيء، كما يصفها بعض خصومها بتغليب المصالح الخاصة علي العامة، واعتماد شراء الأصوات أثناء المواسم الانتخابية، وقد شهدت في الفترة الأخيرة انسحابات كثيرة من طرف بعض الشخصيات والشباب الفاعلين.
2- مجموعة: النائب السابق إسماعيل ول أعمر
ظل ولد الطايع معتمدا عليها حتى أواخر حكمه وقد تراجعت قاعدتها الشعبية بشكل ملحوظ منذو العام 2007، ويري الكثيرون أن السبب الرئيسي لذلك هو تدخل الرجل في العديد من الصراعات المحلية، وكذالك سلوكه الذي يصفه البعض "بالمزاجي" ويقول عنه خصومه إنه (تصرفات اتعاون فيه) وعلي الرغم من وجودها في أغلب الأحيان إلي جانب السلطة إلا أنها تقف أحيانا إلى جانب المعارضة.
3- مجموعة: عالي ول عيسي مدير ديوان الوزير الأول
ظهرت أخيرا بعد انقلاب السادس أغسطس 2008 وتعيين الرجل في منصبه الحالي وعلي الرغم من محاولاته تشكيل قطب سياسي ووجوده في السلطة فإنه يوصف من طرف الجميع بالعجز وعدم القدرة علي استيعاب الأنصار وإنشاء قطب سياسي مستقل.
الطريف في الأمر وجود المجموعات 3 في الحزب الحاكم علي الرغم من عدم قدرتها علي التوافق علي أي مرشح مما يهدد مستقبل الحزب في الانتخابات المقبلة.
4- مجموعة: حزب التحالف الشعبي التقدمي
تتكون أساسا من مجموعة من شباب حركة (الحر) وعلي الرغم من تحقيقها نتائج معتبر في الانتخابات البلدية السابق فإنها شهدت انسحابات كثيرة خاصة بعد دخول الحزب في حكومة ولد الشيخ عبد الله 2008 وتولي مسعود رئاسة البرلمان حيث وصفوه بالتخلي عنهم، وبيع قضيتهم مقابل المناصب.
5- مجموعة: شباب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)
تتكون هذه المجموعة من عدد من الشباب من مختلف القرى التابعة للمركز وعلي الرغم من دخولها مؤخرا وافتتاحها فرعا للحزب في مركز مال، فإن حضورها في الانتخابات القادمة وحظوظها فيها قد تكون أوفر من الانتخابات البلدية والبرلمانية السابقة.
وعموما تبقى الساحة السياسية الموريتانية عموما، والساحات في الداخل على وجه الخصوص توجاه تحدي الموسمية في النشاط السياسي، والتشرذم السلبي من خلال صراع أجنحة الحزب الحاكم، واستغلال كل الوسائل المشروعة والممنوعة في مواسم الانتخابات للقفز على خيارات السكان المحليين، والتلاعب بمصالحهم المستقبلية.
