02‏/09‏/2013

الخريطة السياسية والقبلية بمقاطعة آلاك (تقرير)

مدينة ألاك

تنظر الأحزاب السياسية باهتمام بالغ إلى ولاية لبراكنه مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والبلدية ، وارتفاع وتيرة التنافس بين الأحزاب والقبائل السياسية المشكلة لها وبعض الأعراف والفئات التى باتت رافعة قوية لأي مرشح أو كتلة سياسية منعزلة عن القبيلة وتأثيرها.

وتحظى لبراكنه بموقع جغرافي مهم باعتبارها منطقة وسط والتقاء بين مختلف الثقافات والأعراف، وفيها توجد أكثر القبائل تحكما في المشهد السياسي والمالي بعد قبيلتي أولاد بسبع وتجكانت حاليا.


ومنها ينحدر أربعة جنرالات ومدير شركة أسنيم الحالي ومديرها الأسبق ومدير الميزانية السابق، وفيها يوجد رئيس البلاد السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله منذ عزله من الرئاسة والانقلاب عليه ،مع حضور قوى للحراك الصوفي بمدرستيه القادرية والتيجانية،وللكادحين والإخوان دور مهم فى تشكيل المشهد السياسي مع تأثير قوى للسلطة في مجريات العملية.


وتعتبر مقاطعة ألاك كبرى مقاطعات الولاية وأكثرها تعقيدا في السياسية وصراعا بين الفاعلين فيها.


وفى مقاطعة ألاك يوجد مركز مال الإداري ذي الثقل الانتخابي الذي يعتبر المرجح ومنه ينحدر النائب الحالي للولاية ، وفيه تدور معارك التحالفات السياسية والقبلية لضمان مقاعد الغد.


وتعتبر تحالفات مركز مال الإداري حاسمة بفعل الإنقسام التقليدي بين المجموعات المكونة للنسيج الإجتماعي والسيطرة المطلقة للقبيلة على التيارات والأحزاب.


ففى مركز مال القلب النابض لمقاطعة آلاك يوجد تحالفان قويان هما :


تحالف تركز بقيادة اسماعيل ولد أعمر ومجموعة من كنته وتحديدا أولاد بوسيف بقيادة أهل حمادي.


كما يوجد حلف “أتمدك” بقيادة زيني ولد أحمد الهادي (مدير الخزينة السابق) ومجموعة من كنته (أهل الشيخ) بقيادة سيد أعمر ولد سيدنا. وقد كانت الغلبة للحلف الأخير في انتخابات 2006، ومنهم صعد نائب المقاطعة الحالي بدعم من الحلف وبعض الأطراف في ألاك المدينة.


أما ألاك المدينة وأغشوركيت والقرى المجاورة لها ففيها يوجد تحالف “أهل أتفاغه ابريهم” ومن أبرز رموزه مدير شركة أسنيم الحالي محمد عبد الله ولد أوداعه (أسرة أهل أوداعه) وأهل بابيه وأهل الشيخ عبد الله ومنهم رئيس البلاد السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وأهل الشيخ القاضى.


وتحاول المجموعة الأخيرة الاستفادة من الماكينة الإعلامية والمالية لمدير شركة “أسنيم “والتأثير الروحي للأسر الأخيرة، والحضور اللافت لها في الحزب الحاكم من أجل الفوز بأحد مقاعد المقاطعة رغم الخلافات القوية بين المجموعات القبلية آنفة الذكر والصراع الصوفي المغذى للخلافات القديمة، والمواقف المتناقضة لها من مجمل الأحداث التي عاشتها موريتانيا وأهمها انقلاب الجيش على حكم المجموعة القبلية ممثلا في سيدي ولد الشيخ عبد الله سنة 2008.


وفى مركز “بوحديده ” المجاور يوجد دور قوى لمجموعة “أولاد عبد الله” بضابطيهم الحالي العقيد سيد اعل والآخر المتقاعد وهما عقيدان من الجيش لهما مكانة كبيرة في المنطقة والقوات المسلحة وعلاقة قوية برأس النظام القائم بموريتانيا منذ انقلاب 2008.


وفى المدينة يعتبر ولد أحمد شله العمدة الحالي أحد أركان العملية السياسية رغم مواقفه المعارضة للرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز،كما شكل طيلة السنوات الماضية الرافعة الأساسية للأحكام القائمة من خلال دوره المحوري في عقد التحالفات ومكانته في أوساط السكان داخل “آلاك” المدينة.


وقد تراجع دور الرجل خلال الأشهر الأخيرة بعد استهداف صديقه رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو، لكن مع ذلك ما يزال ورقة مهمة وحاسمة في أي عملية سياسية بالمقاطعة ذات الحسابات المعقدة،في ظل عجز المدينة عن فرز منافسين قويين له في الجانب المعارض أو الحاكم.


وللتيارات الصوفية تأثير كبير ودور بارز في نسج التحالفات وجر المناصرين وخصوصا التيجانية والقادرية الأكثر انتشارا بالولاية عموما والمقاطعة على وجه الخصوص.


ولشريحة لحراطين دور بارز ومتصاعد فى العملية السياسية رغم سقوط آدوابة عموما فى فخ المال السياسي والتصويت لمرشحي الأحزاب القوية أو تلك التي تدفع المال للوصول للسلطة علي حساب المرشحين المنحدرين من الأرقاء والأرقاء السابقين.


ومع اقتراب موعد الانتخابات تقف الأحزاب حائرة بين كشكول الخلافات المتناثر في المقاطعة، والرغبة في حسم الصراعات الداخلية لمرشحين محددين في ظل امتعاض البعض من هيمنة الأقلية على خيارات الحزب والانتقام من الأكثرية بفرض مرشحين عليها.


زهرة شنقيط


ليست هناك تعليقات: