29‏/01‏/2012

بين بدر وسعيد...زمن الكيل بمكيالين


alt
بقلم : البـكــاي ولد باب احــــــــــمد
ننطلق في إطار هذه  المقارنة من توطئة مفادها أن الدافع لكتابة هذه الأسطر هو الخوف علي مستقبل العدالة في البلد واستقلالية القضاء في ضوء حادثة نجل الرئيس الموريتاني "بدر" وما رافقها من  اهتزاز للقضاء وارتباك للقائمين عليه من  اللحظات الأولي لانتشار الخبر 
(المدعي العام هاجم في ساعات الصباح الأولي من وقت الحادثة  المواقع اللإكترونية التي نشرت الخبر عند ما كان  يلقي محاضرة علي القضاة المتدربين في المدرسة الوطنية للإدارة ).
أضف إلي ذلك محاولة تبرئة بدر من "الطلقة" و إلصاقها برفيقيه تحت الوعد والوعيد....  والتمييزالذي حظي به الإبن المدلل  طيلة فترة إقامته في مفوضية الشرطة التي تحول جناح بدر منها إلي شقق مفروشة ومجهزة بجميع المستلزمات الكمالية أحري المستلزمات الضرورية..
لكن مقارنة بسيطة بين اعتقال بدر وطالب  العلم الشرعي  في أول مؤسة علي مستوي التعليم العالي في البلد (سعيد ولد محمدمحمود ) المعتقل في نفس المفوضية التي كان بها بدر.. طبعا مع فارق كبير في ظروف الإعتقال... حيث أُلقي بسعيد في زنزانة قذرة  مع أصحاب السوابق ومعتقلي الحق العام الذين كان بدر أولي من طالب علم شرعي برفقتهم  ... إلا أنه كان أولي بذالك لوكنا في ظل دولة  قانون وعدالة لا فضل لابن رئيس فيها علي ابن غيره ...
 ناهيك عن حرمانه حتي من أبسط الأشياء (اللحاف والفراش وتهديده بممارسة انواع التعذيب.. رغم تجاوز المدة القانونية لاحتجازه...  لا لجرم ارتكبه سوي أنه طالب مع غيره من أصحاب الضمائر الحية خرج يريد الإبقاء علي المعهد العالي وعدم وأد وتصفية هذا الصرح المعرفي العتيق ... وتلك لعمري جريمة في قانون ملك الغاب (فالجاهلون لأهل العلم أعداء)... 
برّأت النيابة العامة "بدر" بحجة سحب الطرف الآخر شكواه (و إن كان الكل يعلم أن ذلك السحب تم تحت ضغط الترغيب والترهيب)
لكن الأمر الذي تجاهلته النيابة العامة هو أن دورها هو حفظ أخلاق المجتمع ورعاية مصالحه..  ويبقي للطرف الشاكي الحق المدني فقط.. وليس باستطاعته أن يتنازل عن الحق الجنائي العام كما تقرر أبسط أبجديات القانون ... 
ختاما حق للغيورين على العدالة في وطنهم أن يترحموا عليها ويكبروا عليها أربعا لوفاتها... ويرددوا مع الشاعر الشيخ ولد بلعمش قوله :
توقعتُ بعضَ العدلِ من غير ريبةٍ       ففي الْعَمْدِ ما ندري و في الخطأ السِّجنُ
و أعْــدَلُ م،نْ عبد العزيز إمامِـنا        ولا عُمَــرا أعْــنِي سَـــيُخْطِئُهُ الظَّـــــنُّ
فَبَانَ بأنا هَـــيــِّنــُونَ علــى الوَرى       وَ إِمّـا أُصِبْنا لا قصــاصٌ و لا ســجنُ
إلى الله نشكوا ما لَقينَا مـن الأذى          و دعـكَ من التاريخ وَيْكَ فَمَنْ نَحْنُ؟


ليست هناك تعليقات: