25‏/07‏/2012

"بلدية جلوار" دكتاتور العصر ومصارع الطغات .... إسقاطات

بقلم : محمد الناحي ولد عبد الرحمن
هكذا كان قدر بلدية "جلوار" الوادعة فى الريف البركنى السحيق، وهكذا كانت، فمنذو صدور القانون الموريتانى المنشىء والمنظم للبلديات فى مطلع تسعينات القرن الماضى وفى غفلة من التاريخ ونسيان الذات وفى يوم حزين تربع على عرش البلدية الريفية شاب جسيم قليل البسمات إسمه "الشيبانى ولد بيات" قاد بمفره زحفا بالتجاه واجهة البلدية ودون حملة أو منافسة ودون تقديم أية وعود، بل اختزل كل طقوس التنافس السياسى المعهودة فى مأدبة عشاء كبرى عند "خيمة" بعض الوجهاء وشبه الفاعلين المحليين قبل موعد الإقتراع بأقل من أسبوع.

ألغى الشيبانى قانون نظام الجمهورية وأقام بدلا منه نظام الإقطاعية ولم يكن معه أكثر مما وفرته مناهج الدرس فى المرحلة الإبتدائية كما هو حال كثير من العمد وقتها.
ومع اعتلاء الشيبانى لكرسى البلدية بدأ الريف "الجلوارى" يطرح أسئلته نحو التفكير والطريق الجديد الذى ستسلكه البلدية نحو النهوض واتقدم.

 عشرون عاما غاب خلالها وجه المواطن "الجلوارى" المختصر فى وجه الشاب الخمسينى فالشيبانى كان جلوار وجلوار كانت الشيبانى.

عشرون عاما كان خلالها الشيبانى فى حالة من البحث اللاهف عن دور يكون فيه هو البطل والقائد والمفكر والزعيم الأوحد، لكن الغاية عنده كانت مبررا لوسيلة الوصول إليها أيا كان ماتحمله تلك الوسيلة من خشونة ومجافات لأبسط الأخلاق.


لم تكن لدى قائد ثورة الفاتح أجهزة أمنية تتبع له كى يوظفها فى الوصول إلى غايته العليا ومبتغاه الأساسى المتمثل فى توطيع السكان وإرضاخهم، وكمثال فقط وفى وجه من أوجه الإرضاخ الكثيرة هذه والقذرة كان عناصر حرس الغابات الذين يتواجدون بشكل شبه دائم فى المنطقة لحماية الطبيعة من عبث العابثين كانت تلك العناصر تفى بمافيه غاية ولد بيات،

 حيث كانت تعتقل أى فحام رفع صوته فى وجه (......) أو جهر له بالقول ثم تصادر منه مايمتلك من فحم وتضع عليه غرامات مالية باهظة لاتخضع لأى قانون، كل ذلك كان يجرى طبعا بأوامر من ولد بيات الذى يتدخل لاحقا بعد أن يأتى إليه أهالى وأقارب وقبيلة الضحية مستنجدين وطالبين العفو فيتدخل فى الأمر لينهيه ثم يلتفت إليهم فى نشوة قائلا: ماعلمت لكم من .... حام غيرى!!! ألم تعلموا أنى الضامن لأمنكم واستقراركم؟ أليس لى ملككم خولنيه الرئيس ولى مستقبلكم أصرفه بإرادتى كيف أشاء.

تحت التهديد والوعيد وفى غياب حتى الوعد والإغراء وفى غفلة من التاريخ ونسيان الذات حكم الشيبانى ولد بيات بلدية جلوار الريفية وجعل مصالح الناس وقوت الضعفاء فى حقيبة بيده ترافقه أينما حل وارتحل.

لكن الناس بعد أن ذاقت صنوف العذاب وعانت الويلات تذكرت نفسها وقررت ان تاخذ زمام المبادرة ولن تقبل بعد اليوم أن يحكمها الأشرار وطغاة العصر ومنظرو فكر وقانون الغاب.

عشرون عاما من عمر نهضتنا سدى: لم تحقق البلدية إى إنجاز وظلت لعبة شطرنج بيد مستهتر كافر بحقوق الناس فى العيش الكريم وولوجها إلى أبسط الخدمات.

وعزاؤنا أن قرى وجماعات وفدت على البلدية فى السنوات الـ5 الماضية من بعض المدن الداخلية ستشكل نواة صلبة وواعية تقف فى وجه دكتاتور الريف وتختار من سيجعل من مصلحة السكان والسهر على خدماتهم ومصالحهم همه وهدفه الأول.

سيعلنها سكان البلدية الوادعة فى أول فرصة قادمة لكى يقولوها بصوت عال: لا للفقر لا للجهل لا للحرمان لا للإستهتار بمشاعر الناس لا لأكل قوت الضعفاء.
نعم للحرية والعدل والمساوات.

ليست هناك تعليقات: