24‏/12‏/2013

والمرء بالجبن لاينجوا من القدر (رأى)

عبد الرحمن ولد بل/ كاتب صحفى


انتهت المعركة الانتخابية وأغلق الباب أمام التكهنات والتحليلات والقراءات السياسية فى من سيفوز ومن سيخسر بعد أن جاءت الكلمة الفصل من صناديق الاقتراع حاملة معها بشارة النصر لمؤيدى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية وكافة مرشحيه للمقاعد النيابية والمجالس البلدية فى المقاطعة المركزية وإن باستثناء وحيد.


غير أن النتائج التى أفرزتها الصناديق والتى أبانت عن تعدد فى الرأى لدى الناخب الواحد فى البطاقتين البلدية والنيابية يحتم علينا كمراقبين للمشهد وضع علامات استفهام ووقفة تأملية ونظرة فاحصة ثم نطرح السؤال بعد ذلك أكان الحزب منصفا وعادلا بين منتسبيه وقواعد الحزبية فى خياراته للترشحات؟؟؟


لعل الإجابة على هذا السؤال ينبغى أن تكون بعد الوقوف عند أربع محطات بارزة الأولى منها أن البلديتين اللتين تمكن الحزب فيهما من الحسم فى الجولة الأولى (شكار+ أغشوركيت) لم يكن بهما أى مغاضبين للحزب وثانيهما أن البلديات الأربع الأخرى لم يخض الحزب فيها جولة الإعادة ضد حزب معارض وإنما خاضها ضد مغاضبيه المقصيين وثالثهما أن نتائج الإعادة كانت مابين هزيمة مدوية له (1000 صوت فى مال) أو تمكن من الحسم بفارق غير مريح (6 أصوات فى جلوار) ورابعها أن نتائج الحزب على مستوى البلديات كانت متباينة بين البطاقتين فبعض البلديات حصل الحزب فيها على ثقة أغلب الناخبين فى البطاقة النيابية فى حين كانت النتائج مذلة فى البطاقة البلدية وهو مايعنى أن بعض الخيارات البلدية لم تكن فى غاية التوفيق.


ولعل بلدية مال المركزية تعد أبرز مثال على النقطة الأخيرة حيث تعرض الحزب فيها لهزيمة مدوية قاربت 1000 صوت فى حين تصدر السباق النيابي بفارق أزيد من 200 صوت بنفس البلدية وهو مايعنى بعملية حسابية بسيطة أن نحو 1200 من ناخبى الحزب لم يكونوا راغبين فى مرشحه لمنصب العمدة الذى تعتبر هزيمته الاستثناء الوحيد للحزب بالمقاطعة، وهو ماكان من الوارد أن يدفع ثمنه مرشحوه فى النيابيات.



بيد أنه من مساوئ الخواتم السياسية أن يصل جميع عمد بلدية مال إلى كرسيها منذ النشأة بمباركة تامة من المهندس اسماعيل ولد أعمر أول مدير لشركة المناجم اسنيم والذى كان طيلة العقود الخالية يعد الكرسى البلدى أصغر من حجمه الشخصى ومجرد  إكرامية يوزعها حسب رغبته على أتباعه المخلصين بينما يفشل هو نفسه فى الوصول إليه حين رغب فى جعله خاتمة مسك لمشواره السياسى.


وتشير كافة المعطيات إلى أن  مغاضبى النظام لو وفقوا فى توحيد صفوفهم من الوهلة الأولى بعد اختيار الحزب لمرشحيه فى البلديات وأودعوا لوائحهم بشعار حزب واحد وتوفرت أبسط معايير التوازن فى لوائحهم لكان للصناديق رأى مختلف تماما عن ما شاهدنا فى جولة الإعادة، غير أن ارتجال إيداع اللوائح وبعض المرشحين وسرية الوقوف خلف بعضها فى الأسابيع الأولى كما حدث فى لائحة بلدية ألاك يؤكد ارتجالية خيار المغاضبة وجراءته.


فى الجبن عار وفى الإقدام مكرمة**والمرء بالجبن لاينجوا من القدر


وبالجملة فإن المغاضبين قد نجحوا بالفعل فى توصيل رسالتهم بوضوح إلى النظام وإلى كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، تلك الرسالة التى حملت شيئا واحدا وهو أننا موجودون بالفعل ولنا شارعنا ومؤيدونا وقادرون على التأثير رغم كون أغلبنا عاطلون عن العمل منذ سنوات، غير أن النظام قد يكون هو الآخر ينوى أن يبعث برسالة لاتحمل كثير ود إلى مغاضبيه وهو مالا يرغبون به أو يتمنونه فى أحسن تقدير.

ليست هناك تعليقات: