14‏/05‏/2014

ول ابيب : رجل المكر والدهاء السياسى

فى إطار الحلقات المتواصلة التى تنشرها "ألاك كوم" عن أبرز الرموز السياسيين والمنتخبين السابقين بولاية لبراكنه نستعرض اليوم فى ثانى تلك الحلقات لعمدة بلدية مال الأسبق والمرشح النيابى الخاسر أحمد ولد ابيب (رجل المكر والدهاء السياسى).

لم يعرف لولد ابيب أى اهتمام بالشأن السياسى ولم يسجل له أى ظهور إعلامى قبل الانتخابات البلدية والتشريعية التى جرت فى العام 2006، حيث كان من سخاء أقداره أن حدث خلاف بين اللوائح التى تصدرت السباق الانتخابى، وبالرغم من أن اللائحة التى ينتمى إليها لم تحصد فى السباق أكثر من ثلاثة مستشارين من أصل تسعة عشر مستشارا فقد أعلن تنصيبه عمدة للبلدية الريفية.

كان الإطار السياسى والمستشار البلدى الحالى اسماعيل ولد أعمر يبحث آن ذاك عن شخصية سهلة الانقياد قليلة الأطماع عديمة التأثير محدودة الامكانات المادية، لينصبها عمدة على البلدية ويكون هو المتحكم فى تسيير الأمور وتوجيهها من خلف الستار كما اعتاد لعقود  وقد ظن خطأ أنه وجد ضالته فى المستشار البلدى أحمد ولد ابيب غير أن الرياح جرت بما لا تشتهى سفن ولد أعمر.

ومما يتندر به ساكنة مال أن ولد ابيب قبل بكل شروط اسماعيل دون مناكفة ولا جدال غير أنه وبعد التنصيب بأقل من أسبوع تلقى منه اتصالا هاتفيا أمره فيه بصرف بعض معدات البناء كانت بيد البلدية لأحد أعوانه فرد عليه بالقول: أنا لا أتلقى الأوامر من أحد وكانت تلك بداية مرحلة جديدة فى العلاقة المضطربة باستمرار بينهما.

قيل أيضا إن ساكنة مال ذات يوم دعوا لاجتماع عام تمت دعوة العمدة ولد ابيب له وكان الاجتماع يهدف إلى مصالحة بين العمدة وبين السكان، وقد اشترط المنظمون أن يكون النقاش صريحا وأن المصارحة تكون قبل المصالحة فأخذ كل منهم يعدد مآخذه على العمدة وهى ليست بالقليلة، فلما انتهى الكلام إلى ولد ابيب خاطبهم قائلا: أنا لست أرفعكم مكانة اجتماعية وتعلمون أننى لم أكن يوما أطمح ولا أحلم بأن أكون عمدة لكم وتعلمون أننى مهما فعلت لكم من الإنجازات لن تضعوا ثقتكم فى من جديد، فوفروا على أنفسكم هذا الجهد وتحملونى لخمس سنوات  أهتم فيها بنفسى وتأمين لقمة العيش لى مستقبلا ولأبنائى من بعدى وانفض الاجتماع....

أخذ ولد أعمر على عاتقه مسؤولية الانتقام من ولد ابيب وأظهر له العداء وتربص به فى كل مناسبة إلى أن اكتشف وثائق تظهر تلاعبا كبيرا فى مشروع لتمويل حفر آبار بالبلدية فقرر استجلاب مفتشين للمشروع غير أن ولد ابيب انتبه للأمر باكرا وهرول مسرعا يحث الخطى إلى مدير ديوان الوزير الأول عالين ولد عيسى وأناخ فى حضنه فتوقفت فزاعة المفتشين وإلى اليوم.

اختير ولد ابيب فى الانتخابات النيابية والبلدية كمرشح برلمانى عن حلف المغاضبين إلى جانب محمد محمود ولد أغربط وقد عرف بأسلوبه المتهكم على الخصوم وبخطاباته الحادة اتجاه أطر الحزب الحاكم، فقد قال فى خطاب مشهور خلال مهرجان أقامه المغاضبون تحت شعار "النصر" (حين يعد سيدآمين وولد أغربط وعالين ولد عيسى والناج ولد حيبلتى وسيدى المختار ولد الشيخ عبد الله من أطر وفاعلي مقاطعة ألاك وسياسييها فلا أعتقد أن من بقى يستحق الذكر ولا يجلب أى اهتمام) وهو ماتفاعل معه الجمهور بحرارة وأضحك الأطر المغاضبين المتوجسين خفيفة من هزيمة بات نورها يفقؤ العيون.

ذات مساء خلال الحملة الانتخابية كان ولد ابيب يستعد لتجهيز منزله فى مدينة مال ليستقبل المرشح النيابى محمد محمود ولد أغربط ووفدا من حملة الحلف وكان ولد أعمر يقوم بجولة استطلاعية فى المدينة وكان من محاسن الصدف أن يلتقى الإثنين فى أحد الشوارع...

أشار ولد أعمر إلى سائقه بالتوقف بالقرب من ولد ابيب ثم خاطبه قائلا: يكفينى من البلدية أن أضعك خلف القضبان بعد أن أقوم بتنزيل العمل منك بحضرة مفتشين...

ضحك ولد ابيب حتى استلقى على ظهره ثم رد قائلا : (ألا حانيك تنجح كاع يخى).

لم يعرف الساكنة خبرا عن ولد ابيب الذى توارى عن الأنظار بعد أن خسر السباق فى الجولة الثانية من الانتخابات وسلم مهام العمل البلدى لصديقه السياسى عبد الرحمن ولد الركاد الذى تحطمت أمامه أيضا آمال ولد أعمر فى الجولة ذاتها.

ليست هناك تعليقات: