09‏/03‏/2012

كبش فداء لكن ماذا بعد؟

الكاتب الصحفي: عبد الرحمن ولد بله
ترى على أى الخلفيات اتخذ الجنرال عزيز فى بلاطه (مجلس الوزراء) قراره بإعفاء الحاكم الأسبق لمقاطعة ألاك محمد ولد الشيخ ولد الغوث من مهامه؟.
هل على خلفية الارتباك الحاصل فى سير خطة أمل 2012 التى تبين أن نسبة الألم فيها أطغى وأقوى من الأمل مع تزايد التذمر منها فى صفوف المنمين، تذمر ترجم إلى حد العراك بالأيدى داخل مكتب الحاكم بل ورفض بعض البلديات لأخذ حصصهم بعد أن تبين أنها لا تسمن ولا تغنى من جوع وسط أنباء واسعة التداول عن خرجات وشبهات تخللت عملية التوزيع ودخول بعض السياسيين على الخط واستغلال الخطة لدغدغة ناخبيهم بالوعود وإعطاء ضمانات وميزات فيها لكل من يحمل بطاقة انتساب للإتحاد من أجل الجمهورية.
أم أن للقرار صلة بالنجاح الكبير المفاجئ لمهرجان المعارضة غير المحاورة الذى بدى واضحا فيه أن ولاية لبراكنه تصطف خلف الخيار المناوئ لسلطات الجنرال من خلال حضور فاجأ الكل وتجاوز كل التوقعات من خلال الإقبال منقطع النظير من طرف الجماهير، وقد قدر العدد بأكثر من خمسة آلاف وفى ساحة مفتوحة وقد جاء بعد مهرجانات لكل من الإتحاد من أجل الجمهورية وأحزاب المعارضة المشاركة فى الحوار وقد عجز كل منهما عن حشد 400 شخص فى باحة دار الشباب.
أم على خلفية الصراع ولعبة لى الذراع بين النافذين فى منطقة لكند بعمق الريف ووسط مثلث الفقر تلك اللعبة التى تشغل بال السلطات الجهوية بالولاية منذو شهور ولا تزال مستعصية على الحل ومفتوحة على كل الاحتمالات.
فى البداية لم توليها السلطات أهمية تذكر، وتركت الأمور لرئيس مركز مال الإدارى ليتصرف فيها ففشل فى الحل وسدت فى وجهه كل الأبواب، فعزز بولد الغوث لكن دون جدوى، ثم بأعلى سلطة فى الولاية الوالى أبو بكر ولد خورو مصحوبا برفقة مختلف السلطات الإدارية والأمنية، لكن صراع النافذين كان أبقى وأقوى وأمر عودا وأصلب مكسرا، تلوذ السلطات بالصمت أسابيع منشغلة بخطة الأمل وتداعيات الفشل فى إقناع الجماهير بمقاطعة مهرجان المعارضة والفراغ الكبير الذى خلفه التجاوب الضخم من طرف أساتذة التعليم الإعدادى والثانوى فى الولاية مع الإضراب الذى دعت له النقابة المستقلة لأساتذة التعليم وسط تخوف من تحركات غير محسوبة النتائج قد يقوم بها الطلاب ثم تغلق كل مجال للحوار وتبعث بوحدة عسكرية إلى المنطقة اشتبكت مع السكان وسقط جرحى ثم سرعان ما أعادتها واتجه الوالى من جديد إلى عين المكان فى وقت يجرى مجلس الوزراء النظرات الأخيرة على قرار عزل ولد الغوث قبل أن يرسله للوكالة الرسمية للأنباء التى نشرته على جناح السرعة دون تدقيق فى الاسم العائلى للرجل.
وعلى كل حال فإن منطقة لبراكنه تبقى بؤرة لمجموعة من الصراعات والتوترات كيف لا وهى التى لم تحظ بزيارة واحدة من طرف الجنرال عزيز بعد عودته المظفرة إلى سدة الحكم بعيد الانتخابات الرئاسية الأخيرة واقتصرت التدشينات فيها على أكبر سجن فى البلاد وتواجد أقوى سلاح لدى الجيش الموريتانى وطريق شكار – مال الذى لا تزال الأشغال فيه فى بداياتها بينما توقف العمل فى مشروع مياه مكطع لحجار واختفى حلم مشروع مصنع الأعلاف وتجميع منطقة بورات وفتح معهد بها.
وكلها أمور لا دخل لولد الغوث فيها من قريب ولا بعيد، وقد يكون اتخذ بحقه هذا القرار ليقدم لساكنة المنطقة على أنه من كان يقف فى وجه تنميتهم وازدهارهم وولوجهم إلى عالم موريتانيا الجديدة، لكن الغريب فى الأمر أن القرار يأتى فى يوم صدرت فيه أوامر لوالى الولاية بأن ييمم وجهه شطر منطقة لكند من جديد والسكان يبعثون بشكاواهم إلى الرئيس الموريتانى ويناشدونه بالتدخل شخصيا فى الموضوع طبقا لما نشرته مختلف المواقع الإخبارية، وقد تناولت الشكاوى أسماء نافذة وصفوها بظلمهم لم يكن اسم ولد الغوث من بينها مما قد يفسر على أن ولد الغوث رفض الرضوخ لاملاءات النافذين وتصرف بما يمليه عليه الضمير فراح ضحية مبادئه
يطارد الرصاصة ويترك مطلقها، وفى انتظار ما ستسفر عنه أيام لبراكنه القادمة وسماءها الملبدة بالغيوم تبقى مقاطعة ألاك تنتظر سيدها الجديد أملا فى أن يحمل حلولا سحرية لمشاكلها، وأن يحمل قليلا مما يبدد رتابة الحياة.

ليست هناك تعليقات: