14‏/12‏/2013

ولد عيسى والنظام... سمن كلبك ليأكلك؟ (رأى)

يوسف ولد الهادى


لم يكن أشد المتطلعين والعارفين بالشأن السياسي المحلي في ولاية لبراكنه قبل حكم ولد عبد العزيز يعرف أن بلدية مال تحتضن سياسيا يدعي ولد عيسي، ولم يكن قبل ذلك يذكره ذاكرا ولا يزوره زائرا ولا يعرفه أي فضولي، مما يعني أنه إنتاج بحت لنظام ولد عبد العزيز الذي جعل منه شخصا أصبح متداولا في القاموس السياسي المحلي كأحد الفاعلين السياسيين بولاية لبراكنة  وبخاصة في مركز مال الإداري ولكن ما إن أعد النظام هذا الرجل أملا منه في تجسيد سياسته القائمة علي تجديد الطبقة السياسية  حتى انقلب السحر علي الساحر في مشهد مشابه للمثل الذي يقول "سمن كلبك يأكلك"،

فصار الرجل يلهث وراء رجال عصور الظلام وزمرة النظام الفاسد، اللذين يشهد لهم القاصي والداني بذلك  وتشهد لهم جغرافية الولاية وتاريخها بسياستهم القائمة علي أساس العقليات البائدة من قبلية وجهوية وطائفية وعرقية وعنصرية أكلوا الأخضر واليابس وأهلكوا الحرث والنسل، وتاجروا بآلام وأحلام الضعفاء من ساكنة لبراكنه، سعيا منهم في تنمية أنفسهم وذويهم علي طريقة هولاء يريد ولد عيسي أن يرد الجميل بنكران الجميل، ناسيا من أعده حتى صار سياسيا بمنطق الإنصاف و العقل، وناسيا أن من صنع منه رجلا أصبح متداولا لدي ساكنة مقاطعة ألاك، هو نظام ولد عبد العزيز وليس حلف المغاضبين المعارضين أصلا لوجود الرئيس علي أرض الوطن أحري التطبيع مع نظامه .
السيد المدير ليس من شيم المروءة والأخلاق أن يتنكر الرجل لمن صنعه ونكران الجميل ليس من شيم الجميل بل من شيم ......

وليس من الإنصاف أومن المعقول أن تلهث وراء رجال لم يعرفوك وقت الشدة، ولم يعرفوا حتى اسمك، قبل طمعهم في عقلك واستغلالهم لقصورك سوسيولوجيا، وأخطائك السياسية، التي سوف تدفع ثمنها في قادم الأيام لامحالة مادمت تصطحب وتحتضن بكل رفق وحنان وفخر واعتزاز عدو صديقك، غير مستوعب أن عدو صديقك عدوك .

السيد المدير كان الأمر بالنسبة لأبسط العارفين بالشأن السياسي المحلي أمر لايصدق، أن يصنع النظام رجلا أملا منه في تجديد الطبقة السياسية، وأثناء عملية التجديد يتنكر المصنوع ويختار عصور الظلام والانجرار وراء الماكرين، والأعداء الحقيقيين للنظام والوطن علي حد سواء، لتصير قصته مع النظام بمثابة من يسمن كلبه ليأكله.

السيد المدير

صحيح أنك لم تستوعب الدرس بعد وستستوعبها في قادم الأيام إن تذكرت هذه السطور، وصحيح أن الكثير من حقيقة أصدقائك الجدد أصحاب الغايات والمرامي الآنية، غائبة عنك تماما، فاسأل نفسك ولاتسئل غيرها من أين لهم هذه الأموال التي ينهلون منها شرقا وغربا منذ سقوط نظام ولد الطايع، وما هي الجهات الخارجية التي تمدهم بالمال والعتاد لكسب أهدافهم عبر التنسيق مع القاصرين السياسيين واللاعبون السياسيون الجدد الذين يفتقرون إلي الخبرة والحنكة السياسية الكافية لتجنب مخططاتهم الظلامية.

 فلم تدري سيادة المدير أن كل من نجح هؤلاء في ضمه لحلفهم ، غالبا ما يكون قاصرا سياسيا يضحكون من ورائه طمعا في عقله، ويتلاعبون بتصرفاته وطموحاته، ويتباشرون من خلال ذلك بإفسادهم لخطة النظام في تجديد الطبقة السياسية، وكسبهم لضحايا تلك العملية، مؤمنين غاية الإيمان كما يؤمن الجميع، بأنهم هم من وضعوا حدا لمسارك السياسي الذي أوشك علي النهاية، بسبب تخليك عن النظام وخياراته  وانجرارك وراء أعدائه الفعليون بطريقة معلنة وصريحة، بغض النظر عن تعلقك بالآخرين من جهة، واستغراب الجميع من عدم استقالتك من منصبك من جهة أخري، وإن كانت الأيام القادمة كفيلة بحسم تلك القضية، كما هو حال تعاطي النظام مع تحالف رموز النظام القادم في من صالوا وجالوا في نهب الأموال في حقبة ماضية، غير أبهين بأي مساءلة دينية أو دنيوية .

السيد المدير بدافع الشفقة وبوصفي أحد المتتبعين للشأن السياسي المحلي بولاية لبراكنه كأحد أبنائها، أجد نفسي مرغما أولا لأهنئكم، وثانيا لأضع هوامش علي خياركم الجديد ، فبارك الله للفاتحين الجدد من حلف المغاضبين بعيساهم الجديد ، فلن يبكيه أحدا بقدر ماسيبارك لهم فيه ، وستبقي قافلة التغيير تسير رغم أنف الجميع أبي من أبي وكره من كره ، لايضرها من تخلي عنها ولا يسوءها إن تحالف مع أعدائها من عصور الظلام .

وإذا ذهب الحمار بأم عمر فلا رجعت ولا رجع الحمار .....

ليست هناك تعليقات: