محمدالناجي ولد عبد الرحمن |
ول بوكصيص " العذيب " ما أدراكم ما العذيب إنها تلكم القرية الجميلة الضاربة فى عمق مثلث الأمل ، ذات المنظر الرائع والمكانة الجغرافية الجذابة الواقعة على بعد 50 كلم في جنوب شرقي مقاطعة ألاك وتقع قرية " العذيب " على مرتفع رملي تحفها الكثبان الرملية الزاحفة من الجهة الجنوبية للقرية مشكلة حزاما ذهبيا بين القرية وواديها (لميلي ) يبقى خطر الكثبان ضئيلا ، و من الشرق تحدها تامورت ول بوكصيص والتي اشتق منها اسم القرية, ومن الشمال تحدها هضاب ومن الغرب سهول وبذلك تكتمل صورة تلك اللوحة الفنية الرائعة لقرية " العذيب " ، تقع قرية " العذيب " وسط تجمعات سكنية عدة حيث تحدها شرقا قرية أمبرمص ( 15 كلم ) وشمالا قرية مال عاصمة مركز مال الإداري التابعة له (30كلم) ومن الشمال الغربي قرية أزرك عين( 7 كلم ) وجنوبا قري أمبيدان ( 21كلم ) في حين تحدها عاصمة البلدية المحصرمن جهة الجنوبي الغربي ( 18 كلم ) .من الغرب قرية تامورت الرحمة (5كلم).
ترجع التسمية الأولي لقرية " العذيب " للمكان الذي أقيمت قربه القرية والذي كان يعرف بتامورت ول بوكصيص نسبة إلي النقطة المائية التي كانت قبلة المنمين الذين يرتادونها سنويا للإستفادة من المياه الواقعة وسط المراعي الكثيفة ، وكانت الدولة تقيم مكتبا للتصويت في جميع المناسبات السياسية بالقرب من هذا المكان ومن هنا جاءت التسمية الشائعة عند السياسيين " ول بوكصيص ".
تأسست مدرسة " العذيب " سنة 1969 م ، وقد تخرج من هذه المدرسة العديد من الأطر وأصحاب الشهادات العالية من مختلف أبناء المنطقة وذالك لكونها من أوائل المدارس المتنقلة وتعرف عند الادارة الجهوية للتعليم ب(مدرسة لبحيحات)
وما زالت حتى يومنا هذا تواصل ذلك العطاء بفضل الله ولديها بنية غير متكاملة تتمثل في حجرتان فقط .
وجدير بالذكر أن نعلم أن مدرسة العذيب(مدرسة لبحيحات المتنقلة) منذ نشأتها تخرج من روادها مثقفين سطروا أسماءهم بماء الذهب على صفحات تاريخ الإشعاع الثقافي والعلمي . وخير دليل على ذلك أن من تلاميذها الآن الدكتور والطبيب والمهندس و الأخصائي والأستاذ والمعلم ...
كما أن القرية لديها مستوصف طبي يعود تأسيسه 2001 وهو الوحيد في بلدية جلواربكاملها وعليه تعتمد وقد تمت توسعته في 2007 م ، ويتوفر على تجهيزات طبية وعلي طاقم طبي مشهود له بالكفاءة ويتمتع بسمعة جيدة عند جميع سكان البلدية فضلا عن سكان القرية.
وقد تم بناء أول مسجد للقرية عام 2000 م ، وهو الجامع الكبير الحالي والذي أصبح يتطلب لفتة من الراغبين فيما عند الله حيث أصبح لا يتسع لمصلي الجمعة، كما أن للقرية في الوقت الراهن مسجدان آخران.
وتمتلك القرية حاليا ثلاثة آبار ارتوازية عذبة وآخر تقليدي للمياه يعمل منها اثنان يغطيان حاجة القرية في أغلب الأحيان ، ولديها أيضا صهريجا واحدا لتخزين المياه تبلغ سعته عشرون م3 وكانت تنتظر استغلال الخزان الثاني ، بيد أنه قد انهار قبل أن ينتهي بناؤه ، وكان يتوقع أن تبلغ سعته 50 م3، وبانتهاء العمل فيه سيتم القضاء على مشكل المياه ويستخدم بعض سكان القرية حاليا الطاقة الشمسية ، وتعتبر التجارة والتنمية الحيوانية أهم النشاطات التي تمارسها ساكنة القرية ، كما أن البنية العمرانية للقرية تشهد تطورا ملحوظا خاصة في الفترة الأخيرة ،ميزها عن غيرها.
ولشباب مساجد القرية نشاط متميز إضافة إلى تدريس التجويد والنحو والحديث والسيرة والفقه ....
هذا فضلا عن تقديم جوائز للمتفوقين في دراستهم وإقامة بعض الندوات الثقافية والعلمية ومن هنا فإني أغتنم هذه الفرصة لأوجه دعوة للجميع وإلى النساء خاصة ، بأن يبادرن بالمشاركة في مثل هذه الأنشطة ولا يترددن لحظة واحدة
كما أن هناك ناديا ثقافيا سيرى النور قريبا يعمل على تنوير الساحة الثقافية للعذيب والقضاء على الركود الملاحظ عليها مؤخرا ، إحياء لتجربة نادي " التضامن من أجل الشباب "والتي أتذكرها وأنا في أيامي الأولي من الثانوية ، حيث كانت تتميز بحضور مذهل وأنشطة فريدة تضمنت المسرحيات والمباريات والندوات والأمسيات الثقافية....
وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن كوكبة من شباب القرية أنشأوا صحيفة " صوت البناء " إضافة إلى فتح صفحة تسمى " مدونة العذيب " على الشبكة العنكبوتية وكذا صفحة العذيب علي موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق