محمد الناجي ولد عبد الرحمن mednajie2@gmail.com |
عندما يتأمل الناظر بعين سياسية ساحة بلدية جلوار فإنه يجد واقعا ظاهره الهدوء والانشغال عن السياسة، وباطنه الحراك المتسارع مع الزمن، والتنسيق الخفي بين مختلف الفاعلين السياسيين في البلدية، استعدادا للاستحقاقات البلدية والبرلمانية القادمة.
العارفون بالمنطقة يقسمون الفاعلين السياسيين في البلدية إلى ثلاث مجموعات، من المتوقع أن يحتدم بينها الصراع في الانتخابات مستقبلا:
المجموعة الأولى: مجموعة الخليل بن احمياده:
تستمد هذه المجموعة قوتها أساسا من كون قائدها يشغل منصب المدير العام للمكتب الوطني لخدمات المياه في الوسط الريفي، ويتهمه خصومه باستغلال منصبه هذا كوسيلة ضغط وترغيب.
ويحد من نفوذ الخليل الضغط الممارس عليه من قبل خصومه السياسيين (أهل امعييف) في موطنه الأصلي (لخريزة)، إضافة إلى استجلابه لرأس لائحته من خارج البلدية، حيث يتعذر عليه إيجاد أو تسويغ مرشح من خارج أسرته بالنسبة لمناصريه.
المجموعة الثانية: مجموعة الشيباني ولد بيات:
تستمد هذه المجموعة قوتها من كون زعيمها عمدة البلدية، لكن ذلك كان عامل ضعف في نفس الوقت، حيث يسود استياء عام في كثير من أوساط مقربيه فضلا عن خصومه، نظرا لسوء تسييره للبلدية منذ عقدين من الزمن، إذ لم يسجل له التاريخ أي إنجاز يذكر سوى عريش مجزرة أقامه في قرية ولد بوكصيص لم يكتمل بناؤه منذ ثلاث سنوات.
وقد أدى هذا الاستياء والتذمر إلى تخلي بعض مستشاريه في البلدية عنه، والذين كانوا منضوين في لائحته الانتخابية في الاستحقاقات السابقة، مثل: سيد محمد ولد اسويدي، ومحمد ولد الغلاوي، فضلا عن مناصرين له في أزرك عين وامبدان.
وتغذي ذلك الاستياء تصرفات العمدة الخاطئة، والتي يعتبر من آخرها قضية بنك حبوب في قرية ولد بوكصيص الذي أصدرت مفتشية الدولة في شأنه مذكرة تلزم العمدة برد المبلغ المتعلق بالبنك، والذي كان موجودا عند العمدة.
كل ذلك جعل سمعته مهزوزة وشعبيته متناقصة، بالإضافة إلى هجرة مئات من مناصريه من أولاد امحيمدات إلى بلدية أدباي الحجاج، البلدية الأم بالنسبة لهم.
المجموعة الثالثة: مجموعة تواصل:
ظهرت هذه المجموعة في انتخابات 2006 السابقة بطلائع شبابية، لكنها سرعان ما احتلت صدارة المشهد السياسي في بعض قرى البلدية.
وتستمد المجوعة قوتها من الثقة المتزايدة التي تكسبها في الأوساط الناخبة، تلك الثقة التي جاءت بسبب إنجازات اجتماعية قامت بها المجموعة في السدرة وآمريشات وولد بوكصيص وغيرها...
ومما يعزز نفوذها أنها قوة جديدة في الساحة لم تجرب ولم تتلطخ أياديها كما وقع لغيرها من الفاعلين السياسيين، بالإضافة إلى كونها منظمة ومرتبطة حزبيا، وتضم كثيرا من مثقفي وأطر البلدية في صفوفها، كما أنها تبتعد عن البعد القبلي والاجتماعي.
لكن كون هذه المجموعة لا تنطلق من بعد قبلي ووسط فئوي، يراه بعض عامل ضعف، ويراه بعض آخر عامل قوة.
تلك هي صورة المشهد السياسي في البلدية، والتي يبدو منها أنها ليست متحدة الألوان، مما يعكس أن الصراع سيكون محتدما بين مكوناته الثلاث.
ومن الجدير بالملاحظة أن مجموعة الشيباني ومجموعة الخليل تنتميان إلى نفس الحزب، حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، فهل سيكون حزب الاتحاد قادرا على توحيد الخصمين السياسيين المنضويين تحت مظلته، أم أنه سيعجز عن ذلك؟ وفي كلا الاحتمالين فإن التنافر القائم بين الاثنين يجعل حظوظ مجموعة تواصل أكثر وأوفر في الوصول إلى البلدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق