20‏/05‏/2012

"صوت التلميذ" لن يظل أو يبقى مبحوحا بعد اليوم

التلميذ : بداه ولد سيد محمد
سنوات طويلة والتلميذ الموريتاني، يعاني من المناهج التربوية الفاشلة والإصلاحات التربوية الإرتجالية  التي ترسمها الأنظمة المتعاقبة على هذا البلد ، والتي ما إن تلبث – أي تلك الخطط- حتى تعبث بها أيادي التلاعب ، والنسيان.
وكانت البلاد قد شهدت  أكثر من نظام تربوي بدءا بما سمى بمقاربة المحتوى ثم مقاربة الهدف وأخيرا مقاربة الكفايات التي طبقها نظام ولد الطائع في نهاية التسعينيات، وهذا يعني أن موريتانيا الآن رغم حداثة سنها توجد فيها ثلاثة أجيال كل منها له نظامه التربوي الخاص الذي درس به.
والحقيقة تقول بأن تلك الأجيال " خاظت بين باط ومرفك" حيث أصبح معظم خريجي تلك المناهج معطلا بالعربية تارة وبالفرنسية تارة ، وبالـلاشيء  تارة أخرى !
و التعليم اليوم بأكمله يعاني من المشاكل الجمة في جميع مستوياته وعلى جميع الأصعدة ولكن ما يهمني هنا في هذا المقال هو الحديث عن التعليم الأساسي والثانوي ، الذي أصبح اليوم بين مطرقة  ضعف التعليم العام ورداءة أداء أهله، وزندان كلفة التعليم الخاص وربحيته ،  فالتعليم الخاص – للأسف-  في كثير من برامجه لم يعد يطبق قاعدة التفوق والإمتياز والنجاح بل الواقع يقول : "من يدفع ينجح". !
الأخطاء المتراكمة..
لاشك أن الجميع  أصبحوا يدركون بجلاء أن قطاع التعليم في موريتانيا أوشك على "الإحتضار" حيث تدنت المستويات ونسب النجاح ودخلت الفوضى القطاع من الباب العريض.
ولكن هناك مشاكل رئيسية ، وأزمات واضحة يعاني منها التعليم يمكننا توضيحها فيما يلي :
1-    إضرابات الأساتذة  المتكررة  ، والتي تسبب ضياع الكثير من الأوقات والجهود ، دون أن يكمل التلاميذ المقرر الدراسي ؛  فتأتي الإمتحانات والتلاميذ لم يدرسوا إلا القليل من المواد المقررة ، مع ضعف في التقديم والمراجعة.
2-    وجود فئة من الأساتذة – للأسف- هدفها الأسمى هو جمع المال بأي وسيلة،- ولايهمها مصلحة الطلاب ولا دراستهم- مما أوجد طلابا فقدوا الأمل، فضعفت إرادتهم، فانعدم الإبداع والابتكار..
3-    سوء البنية التحتية وتدني الخدمات  :حيث تعاني المدارس من ضعف في الوسائل اللوجستية من (طاولات وسبورات ومقاعد ، إضافة إلى تهالك بعض بنايات المدارس..إلخ )
4-     وجود مقررات دراسية جد متخلفة ؛ فهي لاتواكب الواقع ولا تطلعات المستقبل.
5-    الإكتظاظ  الكبير داخل مدارس انواكشوط نتيجة للواقع البائس الذي يعيشه التعليم في الداخل مما سبب هجرة معاكسة إلى العاصمة من الداخل.
6-    الإرتجالية في وضع البرامج ، ومتاجرة الأنظمة السياسية المتعاقبة بالمنظومة  التربوية وتقليبها كل مرة حسب مزاج أي وزير جديد!
7-    عدم وجود استراتيجية محددة وثابتة  إضافة إلى إقصاء اللغة الأم – التي ينص عليها الدستور-  وهذا من أكبر الأخطاء الفادحة التي ارتكبت بحق التلاميذ.
إلى غير ذلك من الأخطاء – المرتكبة بحق التعليم وبحقنا نحن التلاميذ- التي يضيق المقام عن حصرها ، والتي تحتاج إلى منتديات ومشاورات وبحوث أكبر وأوسع.. ولكن حسبي منها هذه الإشارات الواضحة.. والتي تنبئ أن ما خفي أعظم!
وأخيرا.. جاء صوت التلميذ..
بعد هذا العرض والتفصيل ، لا أظن أن أحدا يفكر في سلامة مستقبله ؛ إلا وستدفعه الغيرة على الواقع ، والطموح إلى المستقبل ، إلى المطالبة  بإصلاح التعليم والدفاع عن حقوق التلاميذ المسلوبه.. 
واليوم وقد جاء صوت التلميذ ليصدح في آذان من سلبوه حقوقه وهمشوه.. وليطالب بتغيير هذا الواقع المزري ؛ قد يخرج علينا متسائل ما بال هؤلاء التلاميذ "المغرر بهم "، لما لم يخرجوا ليطالبوا بحقوقهم قبل الآن ؟!
والجواب أن التلاميذ – كغيرهم من المظلومين والمهمشين وضحايا الفساد والإهمال- كتب الله لهم الوعي والإدراك في هذه "اللحظة التاريخية" .
وقرروا أن لا سكوت بعد اليوم ، وأنهم لن يقبلوا أن يروحوا ضحية لهذه المناهج الدراسية الفاشلة ، والسياسة التعليمية البائسة ، كما راح من قبلهم ضحياكثيرون لها !
فعهد السكوت انتهى.. وصوت التلميذ لن يظل أويبقى مبحوحا بعد اليوم!
بداه / سيد محمد  /تلميذ بثانوية البنين رقم : 2
البريد الإلكتروني : bouddaheali@gmail.com

ليست هناك تعليقات: