25‏/05‏/2013

تجليات المشهد السياسي على مستوى مال "على نفسها جنت براقش" (3)

باب أحمد ولد عابدين
لقد اطلعت وبكل أسف على المقال المقزز والمنشور كرد على مقالي المعنون "تحديات المشهد السياسي في مركز مال الإداري"، حيث أن الكاتب المجهول مطلقا استعمل كل الأوصاف والعبارات الساقطة اتجاه أفراد وجماعة سياسية ما كان له أن يصفهم بها.

إن ما قصدنا في هذا المقال هو إعطاء صورة عن المشهد السياسي في مركز مال الإداري لا أكثر، لكن أشخاصا ملأت صورهم الضغينة وأعمتهم الكراهية استغلوه لتقديم سيل من الشتائم في حق جماعة وأفراد لا نعلم منهم إلا الخير.

 وعلى العموم، فلا عجب في الأمر، فكل إناء بالذي فيه يرشح وصاحب الاسم المستعار عودنا على هكذا سفالات وهفوات ترفعنا عنها كثيرا ووددنا لو أنه يترفع عنها لاعتبارات كثيرة هو لا يقيم لها وزنا لأن فاقد الشيء حقا لا يعطيه.
لقد قالت العرب قديما: "من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة" وأنتم يا عزيزي تسكنون بيتا من زجاج كله عورة وكان من الأجدر بكم تجنب كل ما من شأنه عرض واقعكم علي الملأ لأنه واقع مزري يسبب فتحه لكم آلاما لا تتحمل ولأنكم أردتم ذلك فكلم منا وللرأي العام خصوصا التوضيحات التالية:
1 - لقد ظلت بلدية مال حبيسة تحالف قبلي مؤطر في الحزب الجمهوري ومن قبله في هياكل تهذيب الجماهير وكان الشخص المتزعم لهذا التحالف آنذاك هو اسماعيل ولد أعمر. وقد ظهرت  تصدعات في هذا الحلف قبيل الانتخابات البلدية 2001 ولم يكن لزيني ولد أحمد الهادي وقتها أي وجود في بلدية مال.

وكنتيجة لذلك تحالفت ثلاث مجموعات معروفة في المنطقة شكلت النواة الأولي لما سمي لاحقا بالحلف، وانضمت له بعدها مجموعات أخرى كثيرة، حملت مجتمعة لواء التغيير في جو طبعه الود والاحترام المتبادل.
لقد تقدمت المجموعة الأولى خلال اجتماع نظم في دار القاضي بتار، بطلب للحلف، قوبل بالقبول، ويقتضي ترشيح سيد أعمر ولد سيدن لمنصب العمدة. وقد تمكنت الجماعة رغم إمكاناتها المتواضعة من تحقيق التغيير في مال إبان الانتخابات البلدية 2001، ولم يكن لزيني ولد أحمد الهادي أي وجود في البلدية آنذاك.

وقد أنجز ما أنجز بفضل الإيمان والتضحيات التي قدمتها كل هذه المجموعات وبمشاركتها المادية كل حسب إمكاناته.
2 - إن من تتحدثون عنه كزعيم لجماعة سياسية وهو المسمي زيني ولد أحمد الهادي لم يتزعم أي جماعة سياسية في مال ولا في مكان آخر كما لم يكن له وجود في المنطقة قبل 2003.

لقد ظهر هذا الشبح في مال على اقتراح من الشيخ سيد المختار ولد الشيخ عبد الله الذي كان وقتها مفوضا مساعدا وزيني هو المدير المالي والإداري لنفس المؤسسة، حيث أوعز إليه بالعمل سياسيا في بلدية مال بدل بلدية أدباي الحجاج لما لمال من ثقل انتخابي في مقاطعة إلاك.

زيني ولد أحمد الهادي يعرف أنه حاول الظهور السياسي  في بلدية أدباي الحجاج أثناء زيارة الرئيس لأن عمدتها آنذاك منحدر من أدباي بوخزام، الذي هو بدوره من نفس مجموعته القبلية. 

لقد تم حقا استيراد زيني ولد أحمد الهادي من بو سويلف في بلدية جونابة مقاطعة مكطع لحجار.

لم يكن زيني من أهل مال والشخص الوحيد في البلدية من هذه الأسرة الكريمة هو المرحوم ديدي وكان ابنه سيد المختار، الذي هو الآن من جماعة الإصلاح والتجديد، وقت قدوم زيني علي بلدية مال مستشارا بلديا ضمن صفوف جماعة إسماعيل ولد أعمر.
 ولأن الوافد الجديد لا يعرف إلا لغة المال فقد استحوذ سريعا على العمدة و صادر رأي الحلف مقابل أشياء لا يعرفها إلا هو و سيد أعمر، مما تسبب في كثير من التذمر بدأ بانسحاب أحمد ولد البيب العمدة الحالي لبلدية مال، ليتبعه الكار ولد أن وعلي ولد عيسي مدير ديوان الوزير الأول حاليا، وآخرون كثيرون، وهي حكاية أخري سنتناولها لاحقا إن أردتم.

وبذلك صادر زيني رأي الجماعة التي يتبجح اليوم أنه زعيمها وهو من هو! ولعل أصدق قول في هذا الصدد هو ما قاله أحد رموز "الحلف" حين سئل عنه، فقال الحلف مات منذ أن توقفنا عن "اللوحةّ" أي توفير الأموال الضرورية للأنشطة السياسية، وقد صادف ذلك فترة قدوم زيني علي الحلف، حيث أغدق في العطاء لأن العرب قالت قديما: "إذا هان الأخذ هان العطاء".
3 - لقد أصلحت جماعة الإصلاح والتجديد ما أفسده رمز الفساد زيني ولد أحمد الهادي من شراء للذمم وقلب للحقائق وتطاول على رموز في البلدية، وسعت جاهدة منذ الوهلة الأولي لتوطيد العلاقات بين المجموعات المحلية ونشر ثقافة التشاور والنصح الأخوي في وقت كان فيه زيني ولد أحمد الهاذي ينهب أموال مفوضية حقوق الإنسان.

ويكفي هذه الجماعة شرفا أنها وقفت دون شراء الذمم وصرمت حبال من جاءوا خلسة وذهبوا خلسة وهم لا يعرفون إلا العمل في الظلام وحياكة الدسائس والمكر فتبا لهم وتبا لما يفعلون.
4 - نعم نحن جماعة من مثلث الفقر ولا ضير في ذلك لكننا شرفاء ولولا فقرنا لما سمع بك في البلد لأنه مكنك من شراء من هانت عليهم أنفسهم وقبلوا منك دراهم معدودة تخلوا مقابلها عن كرامتهم و كبريائهم.

ما كنت أحسبك تتحدث عن النجومية لأنك أبعد ما تكون عن ذلك شكلا و مضمونا وعليه فلا حديث عن أفولك لأنك لم تتوهج قط، وبكل بساطة فأنت ممن لا يعرفون النور ولا يعملون إلا في الظلام.

واحتراما لذواتنا فلن ننعت جماعتكم بأي صفة قادحة لأن فيها من نحترمهم ولأننا لم نقبل قط بالحديث بهذه اللغة المبتذلة.
5 - لن نتحدث عن النائب الحسين و لد أحمد الهادي وهو أخوك الأصغر وذلك لسبب بسيط أنه لا يستحق منا كلمة واحدة، وإن كانت مقابلتيه في قناة الجزيرة والعربية اللتين بثتا في وقت واحد وكان في إحداهما يمجد الرئيس السابق سيدي ويهجوه في الأخرى.
6 - وفي ما يتعلق بالسيد مدير ديوان الوزير الأول والذي تنعته بكل الأوصاف البشعة، فهو قطعا لم يقابلكم بمثل أفعالكم الشنيعة لأنه فقط ترفع عن ذلك ولنحتكم إلى ساكنة مال التي تعرف الصالح من الطالح وأهل البلد كذلك. ولو لم يكن الرجل يقض مضاجعكم لما كان لكم منه هذا الموقف.
أما قصة ترشحه فهي من أحسن خصاله لأنه رفض مبكرا منطقكم القائم على شراء الذمم وخالفكم وضحي في سبيل ذلك أيما تضحية كلفته فقدان جماعته الضيقة ومكانته كمساعد عمدة في الحلف قبل قدوم المفسدين زيني و من هم علي شاكلته.

وقد مكن ترشحه كما تعرفون من خسرانكم للبلدية وهو أكبر حدث عرفته خلال العشرين سنة الماضية. وأنت يا زيني تعرف أنك سجدت أمام قدميه ووسطت كل من له به علاقة وأعربت عن استعدادك لتلبية كل طلباته هو وجماعته من أجل الحصول على صوته الحاسم لكلى الطرفين: جماعتكم وجماعة  اسماعيل ولد أعمر لكنه رفض لأنه أصر على التخلص منكم و لعل هذا هو ما يفسر جزء من حقدكم عليه. فالترشح هنا محمدة ومفجرة حبذا لو سلك سبيله في هذا المنحي أمثالكم من المفسدين.  
7 - حقا لقد خسرت جماعة الإصلاح والتجديد القسم الفرعي في مال لكنك لم تذكر السبب وأنت تعرف أنه جاء بسبب التدخل السافر والفاضح لوالية لبراكنة آنذاك و... سابقا وزوجتك لاحقا.

أنت تعرف وهي تعرف وعالي ولد اعلاده مسؤول حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، الذي استجاب لضغطها ولمغرياتكم: قال لمجموعتنا إنها أمرته بالتوقف عن الانتساب ثلاثة أيام قبل انتهاء مهلته القانونية تحت ذريعة الدواعي الأمنية، والمنطقة المتبقية هي كلها من مناصرينا، كلكم إذن تعرفون كيف حصلتم على النجاح المزيف. وإن كنت أيها القارئ تريد مزيدا من الأدلة، فإننا نذكر زيني ولد أحمد الهادي وزوجته زينب بالحديث الذي دار بينها مع زيني ولد حمادي الذي كان من جماعتنا طيلة عملية الانتساب ونجحت هي في تغيير موقفه بفعل الضغوط مستخدمة منصبها كوالية، وهي التي يجب أن تكون على مسافة واحدة من كل المتنافسين، لكننا وجدنا لها العذر وحقا فإننا نعذرها فيما بدر منها فهو مبرر بمنطق العواطف والمنافع لا بمنطق العقول والقانون.
وإليك أيها القارئ مزيدا من الأدلة حول ما تم من تجاوزات، حيث أن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أرسل ثلاث بعثات للتحقيق في الأمر وخلص إلى وجود التجاوزات التي ذكرنا، ولعل من أبرزها تعليق 15 وحدة لنا زيادة على المناطق التي لم تحص أصلا، ثم أن عدد وحداتنا أغلبها من 80 منتسب في حين أن الخصم أغلب وحداته من 40 منتسبا، والعبرة بالوحدات لا بعدد المنتسبين.

وللقارئ الكريم أن يحكم بنفسه ونحن في هذا الصدد نؤكد أننا لا نضاهي الخصم في الحيل والمكائد لأنها ديدنه الذي عليه نشأ. 

هذه بتلك وإن عدتم عدنا والبادئ أظلم

ليست هناك تعليقات: