30‏/10‏/2013

هل سيشكل حلف المغاضبين تهديدا جديا للنظام بألاك (رأى)

الكاتب الصحفى/ عبد الرحمن ولد بل



قبل ثلاثة أشهر من الآن أعلن الحزب الحاكم إطلاق مشاورات موسعة مع قواعده الحزبية بعموم تراب الجمهورية وعهد لقواعده وهيئاته المحلية مهمة اختيار مرشحيه فى البلديات والنيابيات فى سابقة من

نوعها لحزب حاكم و قد شكل لجنة جهوية ترأسها الوزيره منت فرجس عهدت لها مهمة الاتصال بالهيئات الحزبية فى ولاية لبراكنه بشكل عام.

وبما أن مقاطعة ألاك ذات رمزية خاصة لنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذى وصل إلى الكرسى الرئاسى بعد أن أزاح عنه ولد الشيخ عبد الله فى انقلاب عسكرى أنهى به أول تجربة ديموقراطية فى البلاد فلم تكن مشاوراتها لتبدأ بهدوء وتنتهى بخير وسلام.

ففى أول يوم من أيام التشاور وجهت صفعة لاتحادى الحزب من طرف أحد القادة المحليين المتذمرين وغاب الإطار الفاعل محمد عبد الله ولد أوداعه عن كافة اللقاءات الحزبية خوفا من التعرض لموقف مماثل.

وفى الوقت الذى نمكنت فيه الأطراف الحزبية فى مركز مال الإدارى من حسم أغلب خياراتها بشكل مبكر ظل الاستقطاب سيد الموقف فى غرب المقاطعة، ولم تنجح اللقاءات المتتالية والمكثفة فى إحداث مفاجأة، ففشل القيادة الجهوية للحزب امتد إلى القادة المحليين الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تحقيق أبسط تقدم فى المفاوضات حتى انتهت الأسابيع المخصصة لها  وهو ما دفع بقيادة الحزب الجهوية إلى الاحتفاظ لنفسها بحق اختيار صدارة اللوائح، وقد فشلت هى الأخرى وجانفت الصواب فى معظم من اختارت وصار منتسبوا الحزب مابين مغاضب علنا ومتذمر لا يزال يناور.

غير أن الفشل الأكبر من وجهة نظرى كان فشل المعارضين للنظام والغاضبين عليه ممن أعلنوا شق الصف والخروج عن الطاعة، حينما فشلوا فى مواجهة حزب قيادته منبوذة ومرشحوه غير معروفون ولا مقنعون ومنتسبوه متذمرون غاضبون.

دخل الوقت المخصص لإجراء تعديلات على اللوائح النيابية مراحله النهائية ولما تتبلور بعد بوادر أى حلف بين المعارضين أو المغاضبين الذين يفرقهم أكثر مما يجمعهم.

صحيح أن الحلف الذى ظهر قبل يومين تحت ألوان الوحدة والتنمية شكل مفاجأة للرأى المحلى وجعل النظام يراجع بعض حساباته "لا أقول كلها" وهو إنجاز فى حد ذاته يحسب للحلف غير أنه سقط منه عمدا أو سهوا أحد الأحزاب المعارضة ذات التأثير فى انتخابات مفصلية تنظر إليها مختلف الأطراف كمحطة حاسمة فى معركة كسر العظم كونها أول انتخابات محلية يتم تنظيمها بعد الإطاحة بولد الشيخ عبد الله.

ويبدو من خلال المعطيات المتوفرة أن الإطار سيدآمين ولد أحمد شلا يناور فى الوقت بدل الضائع ويحاول إمساك العصى من المنتصف، فهو نجح فى دفع الحلف الحالى للترشح ومنازلة النظام دون أن تظهر بصماته شخصيا، لكن اتحدى الأكبر بالنسبة له هو أن يستقطب الحلف مزيدا من المغاضبين لتتعادل الكفة مابين الأطراف ويبقى هو الجهة المرجحة وصاحبة الحسم، وهو أمر  جد مستبعد لكن إذا ما حدث فإن النظام قد تدفعه الرغبة الزائدة فى تحقيق فوز بمقاطعة تشكل تحديا له إلى تقديم تعهدات أكثر جدية للسفير الذى خسر الكثير من زخمه ومكانته بعد أن جرته أطراف إلى الدخول فى دائرة النظام فى توقيت خطأ وأرادت بذلك قتله سياسيا.

وتبدوا حسابات السفير  الذى لم يحسم بعد موقعه رغم الهزة العنيفة التى تعرضت لها مصداقيته مبنية على تسريبات تأتى بين الحين والآخر مفادها أن المرشح زينى ولد أحمد الهادى أبلغ قيادة الحزب المركزية بأنه إذا ماتمكن من تحقيق فوز ساحق بمركز مال الإدارى فإن تعويض الخسارة المحتملة فى غرب المقاطة أمر فى غاية الصعوبة.

وعموما فإن الحلف الجديد الذى بات ينظر إليه كأقوى حلف معارض فى المقاطعة مازال بحاجة إلى جهود مضنية لضمان حجز المقاعد النيابية وهو مالم نراه باديا فى الأفق حتى الآن ولن يتحقق مالم تلتف حوله مزيد من الأطراف الفاعلة وذات التأثير وسلمت العملية الانتخابية من "الباء الطائرة".
   

ليست هناك تعليقات: